مرض الأيادي الوسخة
هل تعلمين أن عدم غسل يدي طفلك فور انتهائه من اللعب في الرمل ، ربما يعرضه لخطر الإصابة بمرض الديدان المعوية ، الذي يُطلق عليه اسم " مرض الأيادي الوسخة " ؟
أكثر من بليون شخص مصاب بهذا الوباء
يصاب 40 في المئة من الأطفال بالديدان المعوية ، لا سيما دودة " الاسكيورس " المعدية ، التي يُراوح طولها بين 8 ملم ، و5 سم . ويعتبر الأطفال أكثر الأشخاص تعرضاً للإصابة بها ، نظراً إلى كثرة اختلاطهم وقلة عنايتهم بنظافتهم الصحية ، ما يسهل انتقال العدوى بينهم . فقد أشار تقرير في مجلة " نيويورك تايمز " إلى أن 25 مليون أميركي ، أغلبيتهم من الأطفال ، مصابون بأنواع الديدان المعوية المختلفة . لا تفرق هذه الديدان بين مستويات البشر وأعراقهم وجنسهم، فهي تصيب الجميع من دون استثناء ، وتشير الإحصاءات إلى وجود أكثر من بليون شخص في العالم مصابين بالديدان المعوية المختلفة .
أنواع الديدان وأعراض الإصابة
1ـ الدودة الشريطية : تعيش هذه الدودة في الجزء الأوسط في الأمعاء الدقيقة ، ويراوح طولها بين 4و6سم ، ويصل أحياناً إلى 10سم . وهي تنتقل إلى الإنسان عن طريق لحوم الأبقار ، وتتغذى على الطعام المهضوم الذي يتناوله الإنسان .
تختلف أعراض هذه الديدان من إنسان إلى آخر . فهناك من لا يشعر بوجودها ، في حين يعاني البعض ضعفاً عاماً وفقداناً للشهية وإسهالاً يعقبه إمساك .
2ـ دودة " الهيتروفيس " : هي دودة صغيرة جداً يراوح طولها بين 0.2 و 0.3 سم ، تتعلق عادة بجدران الأمعاء الدقيقة ، بواسطة ثلاث ممصات قوية ، وهي تنتشر عن طريق أكل الفسيخ حديث التمليح ، وأسماك البوري غير المطهوة جيداً . ومن أعراضها إسهال شديد يصحبه خروج دم ومخاط في البراز مع ضعف عام وانخفاض الوزن .
3ـ دودة " الاسكارس " : يبلغ طول هذه الدودة بين 15 و25 سم . وهي تعيش في الأمعاء الدقيقة ، ضمن جماعات يُراوح عددها بين اثنتين و52 دودة . تصيب هذه الدودة الأطفال أكثر من الكبار . وهي تتغذى على الطعام المهضوم فتنتقي منه أفضل العناصر ، وتترك للإنسان أقله نفعاً . ومن أعراضها ، مغص متكرر وفقدان الشهية والتعب وقلة النوم وخروج اللعاب من الفم .
4ـ دودة " الانكلستوما " : تتغذى على دم الإنسان ، الذي لا يلبث أن يصاب بفقر دم شديد ، ويعاني المريض طنيناً في أذنيه ، ويشعر بصداع ودوخه ، إضافة إلى انتفاخ البطن . تؤثر هذه الدودة ، التي يبلغ طولها سنتيمتراً واحداً ، في النمو العقلي والجسدي عند الأطفال .
5ـ دودة " الاكسيورس " : تصيب الأطفال بشكل عام ، وهي تنتقل عبر الهواء ، نظراً إلى خفة وزنها . لهذا السبب وجب غسل الخضار والفاكهة جيداً قبل تناولها . وتنتقل عدوى " الاكسيورس " بمجرد اللعب بالرمل الملوث ببويضاتها . ويسهل انتقالها من طفل إلى آخر ، كما يمكن للطفل المصاب ، الذي شفي منها ، أن يعدي نفسه مرة أخرى ، في حال لعب بإحدى ألعاب التي لوثها سابقاً .
لتفادي نقل العدوى إلى أفراد العائلة الآخرين ، أو حتى إلى الطفل نفسه مرة أخرى ، يكفي تطبيق قواعد النظافة الأساسية .
ومن هنا ضرورة الانتباه جيداً إلى نظافة الطفل والحرص على تنظيف كل ما يلمسه وقص أظفاره والتأكد من تنظيفها جيداً ، عندما يغسل يديه . وإرغامه على تنظيف يديه أكثر من مرة في اليوم ، لا سيّما قبل الأكل . ويجب تغيير ثيابه الداخلية وثياب النوم وملاءته يومياً وتغطيسها فوراً بالماء لتفادي تطاير الديدان عبر الهواء .
من أعراض الإصابة بهذه الدودة ، الشعور بحكة شديدة في فتحة الشرج ، لا سيّما في نهاية النهار موعد وضع بويضات الدودة في هذه المنطقة ، قلة النوم وهيجان مفاجىء في النهار .
لا يستطيع الطفل ، أحياناً . أن يُعبر عن مشكلته ، فهو يشعر بألم وإنزعاج ، لكنه يعجز عن تحديد مكانه . وربما يُصاب بإسهال شديد يعقبه إمساك . كذلك ، يمكن أن تسبب هذه الديدان ، وفي حالات نادرة جداً ، التهاب الزائدة . يصف الطبيب لعلاج المصاب بدودة " الاكسيورس " ، قرص دواء خاص مبيد للديدان ، وتكرار الأمر ذاته بعد 15 يوماً ، أي عندما يحين موعد تفقيس البيض لتفادي عودة الديدان . من المفترض أن يتلقى أفراد عائلة المصاب العلاج ذاته لضمان القضاء على أي أثر للديدان .
المرأة الحامل
هل تستطيع المرأة الحامل المصابة بالديدان ، أن تنقل العدوى إلى جنينها ؟
نادراً ما يُصاب الكبار بالديدان المعوية لاهتمامهم بنظافتهم الشخصية . لكن ، في ظل وجود طفل صغير في المنزل ربما تتعرض المرأة الحامل للإصابة بها ، لا سيّما أنها مرغمة على العناية بطفلها وتغيير حفاضه . لكن الخبر الجيد أن أغلبية الديدان المعوية لا تتخطى الجدار الإمعائي ، فلا خطر من وصولها إلى الجنين